اختياراته لمراثي من شعر الفرزدق وعلله للمختار منها، كما انتقل إلى ذكر مرويات أبي هلال العسكري مما تحقق فيها الإحسان وما تتميز به من جمعها لمعاني المروءة والعلم بسلوك الصواب واجتناب الخطأ، ولذا عد في قصيدة أبي محجن الثقفي معيار التقويم الإنساني خلقًا وخلالا مما هو جماع العقل والمروءة، ويناقش الباحث رأي أبي هلال وما تتسم مروياته التي أوردها الباحث مع جمع الإحسان في المبنى والمعنى.
والفصل الرابع والأخير في البحث بعنوان: "مرويات الفقهاء والمحدثين": بين فيه ارتباط مرويات هؤلاء بالغاية الخلقية التي لا تخلو من ومضات الذوق والفن ورفعة الصنعة وقوة الدلالة ويذكر اتجاهها الذي يتوقف عند رواية شعر المحدثين، ومن مروياتهم التي ذكرناها: قصيدة أبي الحسن علي بن زريق البغدادي "لا تعذليه فإن العذل يولعه.." وقد تناول أجزاء القصيدة شرحًا وتعليقا وكشف عما فيها من فكر وفن وخلق، ووضح بناءها النامي في وحدات فكرية ونفسية متوافقة الأجزاء والمعاني، كما ذكر مقولة ابن حزم التي تبين مكانة القصيدة عنده، ويتعرض للأساس الذي بنى عليه أهل الحديث مروياتهم فيستعرض لبعض مختاراتهم الشعرية، ومنها "روضة العقلاء ونزهة الفضلاء" للإمام محمد بن حبان البستي وغيرهما، ويعرض لما ذكر من هذه المختارات بالتحليل مشيرا إلى ما فيها من جوانب توضح مناط الاستحسان عند ابن حبان وما تحقق فيها من معيار الجمال الإسلامي في الخلق وقبول العقل له، وما يتسم به أسلوبها، وما جمعت من جمال، ومعللا لما ذهب إليه، ويوضح ما يرفع من قيمة مرويات ابن حبان الجمالية من اعتماده فيها على نصوص بعض مشهوري الشعراء في التحليل للأفكار الوعظية، وموافقة ابن حبان في بعض مختارات أذواق السابقين كأبي تمام، وإردافه الأبيات المروية المقيدة بالأخبار المروية مما