ذكر الغين:
وهو حرف مجهورٌ، مستعلٍ، فإن التقى بشيء من حروف الحلق أنعم بيانه وتكلف إشباعه وتلخيصه، من غير شدةٍ ولا تعسفٍ، وذلك نحو قوله تعالى: {ربنا أفرغ علينا صبراً}، و {أفرغ عليه قطراً}، {ثم أبلغه}، وما أشبهه.
وكذا إن أتى بعده قاف، أو سين، أو شين، أو تاء، أو ثاء، أو فاء، فينبغي أن ينعم بيانه ولا يتساهل في ذلك فربما انقلب مع الحروف المذكورة غير القاف خاء، لما بين الخاء وبينهن من الاشتراك في الهمس، واندغم في القاف للمقاربة التي بينهما، كقوله تعالى: {ربنا لا تزغ قلوبنا}، و {فاغسلوا}، و {يستغشون}، و {استغشوا}، {والليل إذا يغشى}، و {كالذي يغشى عليه}، و {نظر المغشي عليه}، و {فأغشيناهم}، و {مغتسل}، و {بغتةً}، و {إلا من اغترف}، و {فإذا فرغت}، و {ولا يغتب بعضكم}، و {لو تغفلون}، و {من أغفلنا}، و {يغفر لكم}، و {يغفرون}، و {فاغفر لنا}، و {ضغثاً}، وشبهه.
وكذا حكمه في جميع القرآن، نحو {بغياً بينهم}، و {فأغرينا}، و {فأغرقناه}، و {لا يغني}، و {فأغنى}، {وأغلالاً}، {وأغطش ليلها}، وما أشبهه. والله