وهو خبر منكر، جاء بألفاظ ومن أوجه، وذكرها ليس من شرط الكتاب فالخبر مخرج في "الإرواء".

وقد حسنه بعض المتأخرين كالحافظ السيوطي رحمه الله، والسيوطي رغم جلالته وعلمه واطلاعه إلا أنه من المتساهلين في تقويه الأخبار، ومن أوسع أهل العلم تساهلاً في تقوية الحديث الضعيف بتعدد طرقه، ومن نظر في كتبه وجد هذا جلياً.

كتاب الطهارة

قال المصنف ابن ضويان (1/21) :

(لأن النبي صلى الله عليه وسلم.. توضأ من تور من حجارة) انتهى.

قال الألباني في الإرواء (1/65) :

29 - (لم أقف عليه الآن) انتهى، ثم خرج من "مسند أحمد" خبراً ليس فيه ذكر الوضوء، وخرج آل الشيخ في التكميل خبراً فيه وضوء الصحابة من مخضب من حجارة، وليس هو صريح من فعل النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد رأيته أخرجه الطبراني في "الأوسط" (9/89) وفي "الكبير": (22/103) من حديث أبي قرة عن ابن جريج عن أبي خالد أنه أخبره عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه أبي جحيفة قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأبطح وكان النبي صلى الله عليه وسلم في قبة من أدم فتوضأ من تور حجارة فخرج بلال بفضله فصلى....

قال المصنف ابن ضويان (1/31) :

(حديث: "عُفي لأمتي عن الخطأ والنسيان") انتهى.

قال في الإرواء (1/123) :

82 - (صحيح. ولكن لم أجده بلفظ: "عُفي" ... ) انتهى. ثم خرجه من غير هذه اللفظة مما أفاد به.

قلت:

وجدته بلفظ: "عُفي"، أخرجه ابن حزم في "المحلى": (8/334- ط. منيرية) من طريق الرّبيع بن سليمان المؤذّن المصري عن بشر بن بكر عن الأوزاعي عن عطاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عفي لأمتي عن الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه".

ثم قال ابن حزم رحمه الله:

(فإن قال -يعني المعترض-: سأل عبد الله بن أحمد بن حنبل أباه عن هذا الحديث، فقال له: إنه رواه شيخ عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي ومالك، قال مالك: عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال الأوزاعي: عن عطاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم.

فقال أحمد: هذا كذب وباطل ليس يروى إلا عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم.

فاعجبوا للعجب!، إنما كذّب أحمد رحمه الله من روى هذا الخبر من طريق مالك عن نافع عن ابن عمر، ومن طريق الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن عطاء عن ابن عباس، وصدق أحمد في ذلك، فهذا لم يأْت قط من طريق مالك عن نافع عن ابن عمر، ولا من طريق الوليد بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015