فلذا أوجب الله على المسلمين اتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيما يأمر وينهى، فقال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (?)، أي: ما أعطاكم الرسول - صلى الله عليه وسلم - من الفيء فخذوه لكم حلال، وما نهاكم عن أخذه فانتهوا، واتقوا الله في أمر الفيء، إن الله شديد العقاب على ما نهاكم عنه الرسول. هذا هو المعنى الأصلي للآية الذي يدلّ عليه السياق.
ولكن الآية عامّة في كل شيء يأتي به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أمر أو نهي أو قول أو فعل، وإن كان السبب خاصاً فالاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، وكل شيء أتانا به من الشرع فقد أعطانا إيّاه وأوصله إلينا.
فهذه الآية الكريمة نصٌ صريح في أن كل ما أتانا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبلغه إلينا من الأوامر وغيرها، سواء كانت مذكورة في الكتاب، أي: القرآن المجيد، أو السنة، أي: كل ما صحّ رفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، واجب علينا قبوله، وكذا كل ما نهانا عنه من المنهيات والمنكرات المبينة في الكتاب أو السنة، واجب علينا اجتنابه والانتهاء عنه (?).
وعن عبد الله بن مسعود قال: "لعن الله الواشمات والمستوشمات (?)، والنامصات والمتنمصات (?)، والمتفلجات (?) للحسن المغيرات خلق الله، قال: فبلغ ذلك امرأة من بني أسد