والذي ألجأ أئمة التفسير إلى ارتكاب المجاز (?): أن هذا عهد لا يذكره بنو آدم، وتقدم الجواب عنه.
قالوا: ولأنه لا يؤخذ العهد إلا على من كلف، وأدرك ما يقال له.
وجوابه: لا مانع أنه تعالى كمل عقولهم، وعرفوا ما يقال لهم، والإيمان بالله وحكمته لا تأبى ذلك، وفي المسألة مباحث طويلة.
قوله: "وبيصاً": [أقول] (?) بفتح الواو فموحدة فمثناة تحتية فصاد مهملة بريقاً ولمعاناً.
قوله: "فجحد آدم":
أقول: الجحد: إنكار الجاحد ما هو عالم به، ولا لوم على آدم - عليه السلام - في ذلك، فقد ثبت في الحديث القدسي: "إن العبد يكره الموت وأن الله يكره مساءة عبده المؤمن" (?) فلم يجعل تعالى كراهة الموت ذنباً، فإنه كراهة جبلية طبيعية بشرية، ولا ينافيه حديث: "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه" (?) فإنه ليس فيه إلا الإخبار بأن [309/ ب] محبة لقاء الله سبباً لمحبة الله لقاءه، والكاره للموت كاره لكربه وشدائده لا للقاء الله.