ثلاثاً، وقد أمر - صلى الله عليه وسلم - برجوع المستأذن بعد ثلاث، كما رواه أبو موسى (?) في قصته مع عمر: أنه قال: "يستأذن أحدكم ثلاثاً، فإن أذن له وإلا رجع"، فقال له عمر: ائتني ببينة على هذا، فذهب ثم رجع، فقال: هذا أُبي، فقال أُبي: يا عمر لا تكن عذاباً على أصحاب محمَّد - صلى الله عليه وسلم - ".

فتبعه سعد فقال: يا رسول الله إني كنت أسمع تسليمك وأرد عليك رداً خفياً لتكثر علينا من السلام. إن قيل: أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يستأذن، وإنما أتى لمجرد السلام.

قلت: يحتمل أنه لا يشرع الاستئذان حتى يرد - عليه السلام - ليعلم أن في المنزل من يستأذن عليه.

"فانصرف معه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأمر له سعد بغسل فاغتسل، ثم ناوله بحلفة مصبوغة بزعفران أو ورس" شك من الراوي، والورس (?) زرع أصفر، وقيل: أحمر يصبغ به الثياب، يزرع باليمن ولا يكون بغيرها.

"فاشتمل بها ثم رفع يديه وهو يقول: اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد، ثم أصاب من الطعام الذي صنعه له سعد، فلمَّا أراد الانصراف قرب له سعد حماراً قد وطَّأ عليه بقطيفةٍ (?) " هي كساء له حمل من أي شيء كانت.

"فقال سعد: يا قيس اصحب رسول [147 ب] الله - صلى الله عليه وسلم - فصحبته, فقال: اركب معي فأبيت فقال: إما أن تركب" أي: معي. "وإمَّا أن تنصرف" تعود إلى منزلك. "فانصرفت".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015