قال القرافي: قد يقال: الشيب ليس من اكتساب العبد فما وجه ثوابه عليه؟
والجواب: أنه إذا كان شيبة بسبب الجهاد أو غيره من أعمال البر كالمحدوب في العمل والخوف من الله كان له الجزاء المذكور.
وقال: والظاهر أنَّ المراد يصير الشيب نوراً بنفسه يهتدي به صاحبه، انتهى.
قلت: الحديث سيق لفضيلة الشيب نفسه لا لما كان بسببه.
"وحامل القرآن غير الغالي فيه" بالغين المعجمة، المعتد في القراءة، يريد: لا تغلوا في القرآن بأن تبلغوا جهدكم في قراءته وتجويده من غير تفكر فيه وتدبر لمعانيه.
"ولا الجافي عنه" قال ابن الأثير (?): الغالي المبالغ في الشيء، والجافي التارك للشيء. وأما قوله: "ولا الجافي عنه" فمعلوم أنّ من ترك القرآن وجفاه حقيق بأن لا يُحترم ولا يُوقّر، وأمّا الغالي فيه، وهو المبالغ فيه، فما أعلم ما وجه ترك احترامه، وتوقيره، وإكرامه. انتهى.
وكتب عليه: يمكن أنّ ذلك إشارة إلى قول من ترك السنة ذهاباً إلى أنه لا يقبل إلاَّ القرآن، ولا يقبل شيء معه غلواً فيه, وإليه الإشارة بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا ألفين أحدكم متكئًا على أريكته يأتيه أمري فيقول: لا أدري، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه" (?). انتهى.