أخبيتهم كانت قصيرة لا يتمكنون من القيام فيها، وقد ثبت في الصحيح أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يأمر منادياً ينادي في الليلة المطيرة أو الباردة في السفر أن يقول: "ألا صلوا في رحالكم" (?)، فلما كان البرد أو المطر [في السفر] (?) مقتضٍ لترك الجماعة، فكذلك وجود الحر الشديد مقتضٍ للإبراد في الظهر، وهذا أجود ما يقال في جوابه. وأما الجواب عن أحاديث فضيلة أول الوقت، فإنها عامة، وهذا خاص، والخاص مقدم على العام.

22 - وعن أنس - رضي الله عنه - قال: "كَانَ رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إِذَا نَزَلَ مَنْزِلاً لَمْ يَرْتَحِلْ حَتَّى يُصَلِّيَ الظُّهْرَ. قَالَ رَجُلٌ: وَإِنْ كَانَ بِنِصْفِ النَّهَارِ؟ قَالَ: وَإِنْ كانَ نِصْفِ النَّهَارِ". أخرجه أبو داود (?) والنسائي (?). [صحيح]

قوله في حديث أنس: "إذا نزل منزلاً لم يرتحل" أقول: ظاهر هذا أنه في السفر، ويأتي كيفية صلاته فيه.

(وقت العصر)

23 - وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "إنّ رَسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُصَلِّي العَصْرَ وَالشَّمْسُ وَاقِعَةٌ فِي حُجْرَتِي".

زاد في رواية أبي داود (?): "قَبْلَ أَنْ تَظْهَرَ". أخرجه الخمسة (?). [صحيح]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015