(كتاب السحر)
أقول: قال الرازي: السحر (?) في عرف الشرع يختص بكل أمر يخفى سببه، ويتخيل على غير حقيقته ويجري مجرى التمويه والخداع، وإذا أطلق ذم فاعله، وقد يستعمل مقيداً فيما يمدح ويحمد نحو خبر: "إن من البيان لسحراً" (?)، أو "إن بعض البيان سحراً" لأن بعضه يوضح المشكل، ويكشف عن حقيقة المجمل بحسن بيانه, فيستميل القلوب كما تستمال بالسحر (?).
قوله: "والكهانة" (?) أقول: بفتح الكاف ويجوز كسرها: ادعاء علم الغيب.
قال القاضي (?): كانت الكهانة في العرب على ثلاثة أضرب:
أحدها أن يكون للإنسان ولي من الجن من يخبره بما [265 ب] يسترقه من السماء. وهذا القسم بطل من حين مبعث نبينا - صلى الله عليه وسلم -.
الثاني: أن يخبره بما يطرأ ويكون في أقطار الأرض، وما خفي [عليه] (?) مما قرب أو بعد. وهذا لا يبعد وقوعه، [ومنعت] (?) المعتزلة وبعض المتكلمين هذين الضربين وأحالوهما، ولا