قوله: "لا تقصوا نواصي الخيل" تقدم تفسير الناصية، وهذا نهي عن قص شعرها، وقد علله بأن الخير معقود بنواصيها.
وفيه دليل على أن الناصية حقيقة لا أنها كناية عن ذات الفرس كما قاله الخطابي (?)، فإنه قال: كنى بالناصية عن جميع ذات الفرس، يقال: فلان مبارك الناصية ومبارك الغرة، أي: الذات. انتهى. ولا أعرفها، أي: لا يقصوها وهو شعر عنق الفرس. وقد علله في الحديث.
ولا أذنابها أي: لا يقصوها، وعللها بأنها مذابها (?) بفتح الميم فذال معجمة جمع مذب، أي: تذب بها وتدفع ما يؤذيها من الذباب وغيره.
قوله: "أخرجه أبو داود" أقول: في "الجامع" (?) أن هذا اللفظ الذي أتى به المصنف ذكره رزين، وأن لفظ أبي داود (?): "لا تقصوا نواصي الخيل ولا معارفها ولا أذنابها، فإن أذنابها مذابها، ومعارفها دفاؤها، ونواصيها معقود فيها الخير" [261 ب] انتهى.
فاللفظ الذي نسبه المصنف لأبي داود هو لفظ رزين فاعرف.
7 - وعن جرير - رضي الله عنه - قال: رَأَيْتُ النَّبي - صلى الله عليه وسلم - يلْوِي نَاصِيَةَ فَرسٍ بِإِصْبَعِهِ وَيَقُولُ: "الخَيْلُ مَعْقُودٌ في نَوَاصِيهَا الخَيْرُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، الأَجْرُ وَالغَنيمَةُ". أخرجه مسلم (?) والنسائي (?). [صحيح]