قوله: "وعن الشعبي" أقول: هو عامر بن شراحيل الشعبي، تابعي جليل (?) القدر، فقيه كبير، قال: أدركت خمس مائة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أو أكثر. مات سنة أربع ومائة، وله اثنتان وثمانون سنة. إذا عرفت هذا فحديثه هذا [252 ب] مرسل، ومعناه معنى حديث عائشة الذي قبله، إلا أنه عين هنا موضع التقبيل، وأنه بين عينيه، إلا أن لفظ ابن الأثير (?): "قبل ما بين عينيه". واحتج الثوري (?) بهذا الحديث على مالك بن أنس (?) في جواز المعانقة، وذهب مالك إلى أنه مخصوص بالنبي - صلى الله عليه وسلم -. وما ذهب إليه سفيان (?) من حمل الحديث على عمومه أظهر. وأما المصافحة باليد؛ ففيها أحاديث، منها قوله - صلى الله عليه وسلم -: "تمام تحيتكم المصافحه" (?)، وقوله: "إن أهل اليمن قد سنوا لكم المصافحة" (?)، وقد أطال في "فتح الباري" (?) في جواز ذلك.