5 - وعن عقبة بن الحارث - رضي الله عنه - قال: صَلَّى بِنَا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العَصْرَ فَأَسْرَعَ وَأقْبَلَ يَشُقُّ النَّاسَ حَتَّى دَخَلَ بَيْتَهُ، فَعَجِبَ النَّاسُ مِنْ سُرْعَتِهِ، ثمَّ لَمْ يَكُنْ بِأَوْشَكَ مِنْ أنْ خَرَجَ، فقَالَ: "إنِّي ذَكَرْتُ شَيْئًا مِنْ تِبْرٍ كانَ عِنْدِي فَخَشِيتُ أنْ يَحْبِسَنِي فَقَسَّمْتُهُ". أخرجه البخاري (?) والنسائي (?). [صحيح]
"التِّبْرُ" (?): الذهب الذي لم يضرب دنانير.
قوله في حديث عقبة بن الحارث: "ثم لم يكن بأوشك" أقول: بفتح الهمزة: بأسرع. و"التَّبر": الذهب والفضة قبل أن يضربا دنانير ودراهم، فإذا ضربا كان عيناً، وقد يطلق التبر على غيرهما من المعدنيات كالنحاس، والحديد، والرصاص، وأكثر اختصاصه بالذهب، ومنهم من يجعله في الذهب أصلا، وفي غيره فرعاً ومجازاً. قاله في "النهاية" (?). وفي هذا دليل على أن الخليفة ومن عنده حق مشترك [242 ب] يبادر إلى قسمته بين من له فيه حق، وأنه لا يدخر منه شيئاً لجهاد ولا غيره.
قوله: "فخشيت أن يحبسني" في لفظ للبخاري (?): "فكرهت أن يبيت عندي"، وقوله: "يحبسني" يقال: حبسني هذا الأمر يحبسني إذا عاقني.
6 - وعن أنس - رضي الله عنه - قال: لمَّا قَدِمَ المُهَاجِرُونَ المَدِينَةَ لَمْ يَكُنْ بِأَيْدِيهِمْ شَيْء، وَكَانَتِ الأَنْصَارُ أَهْلَ الأرَاضِي وَالعَقَارِ، فَقَاسَمُوهُمْ عَلَى أَنْصَافَ ثِمَارِ أَمْوَالهِمْ كُلَّ عَامٍ وَيَكْفُونَهُمُ العَمَلَ وَالمؤنَةَ. وَكَانَتْ أُمُّ أَنَسِ أَعْطَتْ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عِذَاقًا كانَتْ لَهَا، فَلَمَّا فَرَغَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ