فيما أخرجه الترمذي (?) والنسائي (?) عن كعب بن مرة مرفوعاً: "من شاب شيبة في الإسلام كانت له نوراً يوم القيامة".

وأخرج الحاكم في "الكنى" عن أم سليم مرفوعاً: "من شاب شيبة في الإسلام كانت له نوراً ما لم يغيرها".

قال الحافظ العراقي: قد يقال: الشيب ليس من اكتساب العبد فما وجه ثوابه عليه؟

قال: والجواب أنه إذا كان شيبه [بسبب] (?) الجهاد أو غيره من أعمال البر كالدأب في العمل والخوف من الله - عز وجل - كان له الجزاء المذكور، والظاهر أنه يصير الشيب بنفسه نوراً يهتدي به صاحبه. انتهى.

قلت: ولعله يقال: الإثابة جزاء ما يدركه العبد من الانكسار من رؤية الشيب، ولذا تسمى أول [الشيب] (?) الرائعة؛ لأنها تروع صاحبها، وتؤذنه بالرحيل، ولذا قيل:

وما شئنان الشيب من أجل لونه ... ولكنه داع إلى الموت مسرع

إذا طلعت منه الطليعة أذنت ... بأن المنايا خلفها تتطلع [227 ب]

6 - وعن ابن جبير قال: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مِثْلُ مَنْ أَنْتَ حِينَ قُبِضَ رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَ: أَنَا يَوْمَئِذٍ مَخْتُونٌ. قَالَ: وَكَانُوا لاَ يَخْتِنُونَ الرَّجُلَ حَتَّى يُدْرِكَ. أخرجه البخاري (?). [صحيح]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015