وقيل (?): الزهد في قوله تعالى: {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ} (?) وذكر عبارات واسعة.
وأما الورع (?) وإنْ لم يذكر في الترجمة فقد جمعه - صلى الله عليه وسلم - في كلمة واحدة وهي قوله: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه" (?) فهو يعم ترك كل ما لا يعني من الأقوال والأفعال.
[قال (?): والذي أجمع عليه العارفون: أن الزهد سفر القلب في وطن الدنيا إلى منازل الآخرة، وعلى هذا صنف المتقدمون كتب الزهد (?).
قال: واختلف (?) في متعلق (الزهد)، فقالت طائفة: الزهد إنما هو في الحلال؛ لأن ترك الحرام فريضة.
وقالت طائفة: بل الزهد لا يكون في الحرام، وأما الحلال [193 ب] فنعمة من الله على عباده، والله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده، فشكره على نعمه، والاستعانة بها على طاعته, واتخاذها طريقاً إلى جنته أفضل من الزهد فيها، والتخلي عنها، ومجانبة أسبابها.