قوله: "الصَّبُور" (?) وهو (?) الذي لا تحمله العجلة على المسارعة إلى الفعل قبل أوانه، بل ينزل الأمور بقدر معلوم، ويجريها على سنن محدودة، لا يؤخرها عن آجالها المقدرة لها تأخير متكاسل، ولا يقدمها على أوقاتها تقديم مستعجل، [ويوقع] (?) كل شيء في أوانه على الوجه الذي يجب أن يكون كما ينبغي، وكل ذلك من غير مقاساة داعٍ على مضادة الإرادة.

وأما صبر (?) العبد فلا يخلو عن مقاساة؛ لأن معنى صبره هو ثبات داعي الدين أو العقل في مقابلة داعي الشهوة والغضب، فإذا تجاذبه داعيان متضادان فدفع الداعي إلى المبادرة، ومال إلى باعث التأخير سمي صبوراً، إذ جعل باعث العجلة مقهوراً.

وباعث العجلة في حق الله معدوم؛ فهو أبعد عن العجلة ممن [باعثها] (?) موجود، ولكنه مقهور، فهو أحق بهذا الاسم بعد أن أخرجت [465 ب] عن الاعتبار تناقض البواعث، ومصابرتها بطريق المجاهدة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015