ولذا قال - صلى الله عليه وسلم -: "إنكم تهافتون في النار تهافت الفراش، وأنا آخذ بحجزكم" (?).
قوله: "المهَيْمِنْ" (?) فسره بما تراه، وقال الغزالي (?): معناه في حق الله أنه القائم على خلقه بأعمالهم وأرزاقهم وآجالهم، وإنما قيامه عليها باطلاعه واستيلائه وحفظه، فكل مشرف على كنه الأمور ومستول عليه حافظ له، فهو مهيمن عليه، والإشراف يرجع إلى العلم، والاستيلاء إلى كمال القدرة، والحفظ إلى العقل، فالجامع بين هذه المعاني اسمه [429 ب] المهيمن، ولن يجمع ذلك على الإطلاق والكمال إلا لله.
فائدة (?): كل عبد راقب الله تعالى حتى أشرف على أغواره وأسراره واستولى مع ذلك على تقويم أحواله وأوصافه وقام بحفظه على الدوام على مقتضى تقويمه؛ فهو مهيمن بالإضافة إلى قلبه.