"حَاكَ" أي تردد في الصدر.
قوله: "وعن النواس بن سمعان" بفتح النون وتشديد الواو آخره سين مهملة، وسمعان بكسر السين المهملة فميم فعين مهملة، صحابي سكن الشام وهو معدود فيهم.
قوله: "عن البر" بكسر الموحدة، في "النهاية" (?) أنه الإحسان، وفي أسماء الله البر بفتحها وهو العطوف على عباده، ولم يأت البار في أسمائه، وفسّره - صلى الله عليه وسلم - بحسن الخلق؛ لأنه جامع لكل إحسان، ولهذا كان يدعو به في صلواته "اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت".
وَ"الإثم" بكسر الهمزة فمثلثة الذنب فسّره - صلى الله عليه وسلم - بما حاك في الصدر وفي لفظ "ما حاك في نفسك" أي: أثر فيها [306 ب] ورسخ.
يقال: ما يحك كلامك في فلان، أي: ما يؤثر فيه، كذا في "النهاية" (?)، وفي "غريب الجامع" (?): يقال: حاك هذا الأمر في صدري إذا دار في خاطرك وفكرت فيه، والمصنف فسّره بما ترى.
قوله: "وكرهت أن يطلع عليه الناس" فيه دليل أنّ الله جعل في القلوب إدراكاً للذنوب، وأن الشيء الذي يكره اطلاع الناس عليه دليل على أنه من الإثم، وهذا هو الذي يعبر عنه بالزاجر، وإليه أشار الشاعر بقوله:
لا تنته الأنفس عن غيّها ... ما لم يكن منها لها زاجرُ