قوله: "في حديث أبي هريرة إياكم والحسد" تحذير من الاتصاف به، في "النهاية" (?): الحسد أن يرى الرجل [على أخيه] (?) نعمة فيتمنَّى أن تزول عنه, وتكون له دونه، [والغبطة] (?) أن يتمنى أن يكون له مثلها ولا يتمنَّى زوالها عنه. انتهى.

فالحديث تحذير عن ذلك فإن تمني زوال (?) النعمة عمن أنعم الله عليه قبيح، بل الإنسان مأمور أن يرى لأخيه ما يرى لنفسه، وهو يحب دوام النعمة عليه فيجب عليه أن يحب لأخيه ذلك فكيف يحب زوال نعمته؟ وانتقالها إليه، بل يسأل الله [298 ب] أن يديم نعمته على أخيه ويرزقه مثل ما رزقه.

قوله: "كما تأكل النار الحطب أو قال العشب" شك من الراوي أي: حسنات الحاسد يذهبها الحسد (?) كما تذهب النار الحطب، وهذا من بديع الكلام، فإنه لما كان الحسد جمرة تلتهب في فؤاد الحاسد أكلت نار حسده حسناته، فلم يحصل من حسده إلا التهاب قلبه،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015