الأديان، ولا علمنا أنه أتى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حرف واحد بشرعية البراءة عن سائر الأديان في صحة الإسلام إلا ما يأتي في حديث معاوية بن حيدة من قوله - صلى الله عليه وسلم - له أن يقول: أسلمت وجهي لله وتخليت .. (?) ويأتي الكلام عليه إن شاء الله [14/ أ].
الحديث التاسع:
22/ 9 - وعن العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ذَاقَ طَعْمَ الإِيْمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللهِ رَبّاً، وَبِالإِسْلَامِ دِيْنَاً، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً" أخرجه مسلم (?) والترمذي (?) [صحيح].
قوله: قوله: "عن العباس بن عبد المطلب".
أقول: في "الرياض المستطابة" (?) أنه كان أسن من النبي - صلى الله عليه وسلم - بسنتين أو ثلاث، ولم يزل معظماً في الجاهلية والإسلام، وكان إليه أمر السقاية في الجاهلية [38/ ب] وقرره - صلى الله عليه وسلم -. حضر مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة العقبة، وأكّد له العقد مع الأنصار، وخرج إلى بدر مع المشركين مرآءةً لهم فأسره - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون ففادى نفسه وابني أخويه عقيل بن أبي طالب، ونوفل بن الحارث، وأسلم عقيب ذلك وعذره النبي - صلى الله عليه وسلم - في الإقامة بمكة لأجل سقايته، ولقي النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر الفتح مهاجراً بنفسه، فرجع معه وكان سبباً لتسكين الشر وحقن الدماء، وخرج معه - صلى الله عليه وسلم - إلى حنين وثبت معه، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعظمه ويجله ويعطيه العطاء الجزل، وكذلك