وحصل طرفاً صالحاً من الفقه، والأصول، وسمع الحديث الكثير من شيوخنا ممن كتبنا عنهم وممن لم نكتب عنه. سمع أبا محمد بن عبد الله الأرغياني، وأبا الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي، وجماعة سواهما. لقيته أولاً بنيسابور سنة ثلاثين، ثم لما إنصرفت من العراق ودخلت طبرستان سنة سبع وثلاثين صادفته بها، فأنِستُ به، وخرج معي إلى أهلم، وساحل بحر آبسكون، وكان واقفاً على دقائق الصحبة، والمرافقة. فكتبت عنه شيئاً يسيراً في تلك البلاد، وذكرته هاهنا حفظاً للعهد القديم والترحم عليه، وانصرفت إلى بلده، وبلغني أنه توفي بها عن قريب في حدود سنة أربعين وخمسمئة، وكان قد جاوز الأربعين إن شاء الله، والله يغفر له ويرحمه.