فهو رد على تحدي ضرار بالمعركة الحربية ولم ينس أن يرد على تحديه في الحرب الإعلامية:
فإنا ومن يهدي القصائد نحونا … كمستبضع تمرا إلى أهل خيبرا
هذا ورسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة لم يتعرض له أحد بسوء لأنه في جوار المطعم بن عدي وحماية العباس بن عبد المطلب، ولا يريد أن يثير معركة جانبية قبل الإعداد الكامل لها، واستطاع عليه الصلاة والسلام أن يؤجل المعركة الإسلامية ويؤجل الدماء حتى قامت الدولة الإسلامية.
فهل لدى الحركة الإسلامية أكبر من هذا الهدف في هذه المرحلة. أن تقيم دولة الإسلام في أقل ما تستطيع من دماء. ولا تدع حلفا سياسيا أو عرفا جاهليا أو قانونا أرضيا إلا وتستخدمه لصالح هذا الهدف؟ ونستطيع أن نلخص بحث بيعة العقبة في النتائج التالية:
1 - النشاط الإسلامي الدؤوب والسري في صفوف قيادات العدو وتحويلها إلى الخط الإسلامي هو هدف استراتيجي. ونجاح كبير للدبلوماسية الإسلامية. البراء، وعبد الله بن عمرو.
2 - المحافظة على السرية التامة في التحركات أدعى ما يكون لنجاح أية خطة معدة.
3 - الاستخبارات الإسلامية، أو جهاز الأمن للجماعة هو حاجة ماسة وأساسية في رصد تحركات العدو، والحيلولة بينه وبين اكتشاف أنشطة الحركة الإسلامية واجب تحتمه ظروف المعركة (علي رضي الله عنه. وأبو بكر. وحراستهما للطرق المؤدية للشعب).
4 - الاستفادة من الطاقات والخبرات لغير المسلمين، والمأمونة الولاء للحركة الإسلامية، هو أمر متاح ومباح للحركة الإسلامية. بل واجب عليها حين لا يوجد إلا هذه الطاقات.