• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ» (238) وَبِهَذَا الِإِسْنَادِ: «لاَ يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي المَاءِ الدَّائِمِ الَّذِي لاَ يَجْرِي ثُمَّ يَغْتَسِلُ فِيهِ» (239) فترك الزبيدي الجملة الأولى، مع كونها محل جلب دقة النظر. فقد ذهب الشراح إلى أنه لا مناسبة بين أول هذا الحديث وبين آخره، وقالوا لعل أبا هريرة كان عند النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قال: «نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ»، فخرج لحاجة ثم دخل فوجد النبي قد شرع في حديث: «لاَ يَبُولَنَّ» فرواهما أبو هريرة بإسناد واحد. يقول الفقير: الحمد لله قد وجدت المناسبة بين أول الحديث وبين آخره. فمعناه نحن الآخرون السابقون وبالآداب المحمدية متأدبون، فلا يليق بهذه الأمة خير الأمم أن يبول أحد منهم في الماء الراكد ثم يغتسل فيه. وهذا من المبتكرات الضيائية. والدليل على إصابتي في هذا الابتكار أن هذه الجملة وقعت في صحيح البخاري في أوائل عدة أحاديث مختلفة حيث يناسب رعاية الآداب فيه، كغسل الجمعة وإطاعة الأمير وترك يمين اللجاج وغض البصر وغيرها، فذكرها الزبيدي في بعضها وتركها في بعضها.
Y