الحدث الثاني: أن (3000) جندي تتري دخلوا إيران فوضعوا السيف في مدن الري وساوة وقم وقاشان وهمذان، ولم يرفع في وجوههم سيف، فقد وضعت الذلة على المسلمين، وكثر الله عز وجل التتار في عيون المسلمين، وقلل المسلمين في عيون التتار، فعظمت جداً هيبة التتار، وضاعت هيبة المسلمين، وانشغل المسلمون بأنفسهم، ولم يعودوا يعرفون العدو من الصديق، وقد كان ينبغي للأزمات في ذلك الوقت أن تجمعهم، فإذا بها تفرقهم؛ وما ذلك إلا لقلة الإيمان في القلوب، وعظم الدنيا في العيون، ولسوء التربية أو انعدامها تماماً في فترات طويلة متراكمة.