يريدُ يا قومُ، ويدلّ على ذلك وقوع الجملة بعدها، وقال تعالى: {يا لَيْتَنِي كنتُ مَعَهُمْ}، {يا لَيْتَني لم أَتَّخذْ فُلاناً خَلِيلاً}، و {يا لَيْتَ قَومي يَعلمون} كل ذلك متأول على ما ذكرنا، فإن أحداً لا يَدّعى أن ((لَيتَ)) اسمٌ وأمَّا فَصْلُ دخول الجارِ فليس بمحكم الدّلالةِ على الاسمية لأن تقديرَ الحكايةِ فيه مُمكنٌ وهو أن كونَ التَّقديرِ في قولِه: ((ليستْ بنعمَ المَولودة)) أي لَيْسَتْ بمقُولٍ فيها نعمَ المَولودة فحذفَ القول لظهورِ معناه وهو كثيرٌ في القرآنِ وكلامِ العربِ قالَ تعالى: {والملائكةُ باسطوا أَيْدِيَهُمْ أَخرجوا} أي يقولون: أَخرجوا، وقالَ تَعالى: {والملائكةُ يَدخلون عَلَيْهِمْ من كلّ بابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ} وقالَ الشّاعر:

واللهِ ما لَيلى بنَامَ صاحِبُه ... ولا مُخالطَ اللَّيانَ جَانِبُه

أي بمقول فيه نامَ وهو كقول الآخر:

مالَكَ عِندي غيرَ سَهْمٍ وحَجرْ ... وغَيرَ كَبداء شَديدةُ الوَترْ

تَرمي بِكَفَّي كانَ مِنْ أَرمَى البَشَرْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015