الحكمة في إحاطة الدماغ بالعظام

والجزء المؤخَّر أخفى (?) تَزْرِيدًا من المقدَّم، وأصغر وأَعْجَفُ (?) زَرَدَا، وهو كُريٌّ إلى الاستطالة، ويَسْتَدِق على التدريج، حتَى يسيل منه "النُّخَاع" كالجدول من العين.

وفي "الدِّمَاغ" جدولان يجريان (?): أحدهما في آخر المقدَّم، والآخر في الأوسط لدفع فضوله.

ويجتمعان عند منفذٍ واحدٍ عميقٍ: أوَّله في الغشاء الرقيق، والآخر في الغشاء الصُّلْب، يأخذ إلى مضيق كالقِمْع.

ولمَّا كان "الدِّمَاغُ" مبدأ حركات البدن إلى إرادته لم يكن به حاجةٌ إلى الحركة القويَّة، فحُوِّطَ عليه بسُورٍ من "عظام"، بخلاف "المعدة" و"الكبد" و"الرَّحِم"، وسائر آلات الغذاء، فإنِّها لمَّا احتاجت [ح/149] إلى أن تتسع وتمتلئ بالغذاء والحَمْلِ مرةً بعد أخرى، وأن تعصر على (?) الفضول فتخرجَها -والعَظْم يمنع من ذلك- ويكفي فيه العَضَلُ (?) وحده = فأحيط عليه بسورٍ من عَضَلٍ (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015