الدَّمَوِيَّة (?) على بَشَرَته، وتَغَذِّيه بالسرور والفرح. ولا نسبة لذلك إلى فرح "القلب" ونعيمه، وابتهاج " الرُّوح " بقُرْب الرَّبِّ -تعالى- ومحبته ومعرفته، كما قيل (?):

لها أحادِيثُ من ذِكْرَاكَ تَشْغَلُها ... عن الشَرَابِ، وتُلْهِيها عن الزَّادِ [ز/136]

وقد قال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث المتفق على صحته: "إنِّي أظَلُّ عند رَبِّي يُطْعِمُني ويَسْقِيني" (?). وصدق الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه؛ فإن المقصودَ من الطعام والشراب التغذيةُ المُمْسِكَةُ، فإذا حصل له أعلى الغذاءين وأشرفُهما وأنفعُهما فكيف لا يُغْنيه ذلك عن الغذاء المشْتَرَك.

وإذا كنَّا نشاهد أنَّ الغذاء الحيوانيَّ يَغْلِب على الغذاء القلبيِّ الروحي حتَّى يصير الحكم له، ويَضْمَحِل غذاء "القلب" و"الرُّوح" (?) بالكُليَّة، فكيف لا يضمحِلُّ غذاء البدن عن استيلاء غذاء "القلب" و"الرُّوح" ويصير الحكم له؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015