فصل: الحكمة في أنه جعل على اللسان غلقين

الأعضاء (?) بمنزلة رسول المَلِكِ ونائبه، فمِزَاجُه من أعدل أمزِجَة البدن. ويحتاج إلى قَبْضِ وبَسْطِ، وحركةِ (?) في أقاصي "الفم" وجوانبه، فلو كان فيه عَظْمٌ (?) لم يتهيَّأ منه ذلك، ولم يتهيَّأ منه الكلامُ التامُّ، ولا الذَّوقُ التامُّ. فكونه لحمًا اقتضَاهُ السبب الفاعِليُّ والغائيُّ (?). والله أعلم.

فصل

وجعل -سبحانه- على "اللِّسان" غَلَقَين:

أحدهما: "الأسنان".

والثاني: "الفَم".

وجعل حركته اختياريَّةَ.

وجعل (?) على "العين" غطاءً واحدًا، ولم يجعل على "الأذُن" غطاءً؛ وذلك لخطر "اللِّسَان" وشَرَفه، وخطر حركاته، وكونه في "الفَمِ" بمنزلة "القلب" في الصَّدْر.

وفي ذلك من اللَّطَائف: أنَّ آفةَ الكلام أكثرُ من آفة النَّظَر، وآفةَ النَّظَر أكثرُ من آفة السمع. فجعل للأكثر آفاتٍ طبقتين، وللمتوسِّط طبقًا، وجعل الأقلَّ آفةً بلا طبق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015