حجاب الرَّبِّ -تعالى- يُرَادُ به الحجاب الأدنى إليه، وهو لو كَشَفَهُ لم يَقُمْ له شيءٌ، كما قال ابن عباس في قوله -عزَّ وجلَّ-: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} قال: "ذاكَ نُورُه الذي هو نُورُه، إذا تجلَّى به لم يَقُمْ له شيءٌ" (?).
وهذا الذي ذكره ابن عباس يقتضي أنَّ قوله: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} على عمومه وإطلاقه في الدنيا والآخرة، ولا يلزم من ذلك أن لا يُرَى؛ بل يُرَى في الآخرة بالأبصار من غير إدراك.
وإذا كانت أبصارنُا لا تقوم لإدراك الشمس على ما هي عليه -وإنْ رأَتْها- مع [ك/ 72] القُرْب الذي بين المخلوق والمخلوق = فالتفاوت الذي بين أبصار الخلائق وذات الرَّبِّ - جلَّ جلاله- أعظَمُ وأعظَمُ.