فتضمَّنَتْ الآيتان أربعةَ أمورٍ، هي المطالب العالية:
1 - ذكرَ أَعْلَى الغايات؛ وهو الوصول إلى الله سبحانه.
2 - وأقربَ الطُّرُقِ والوسائلِ إليه، وهي طريقة الهُدَى.
3 - وتوحيدَ الطريقِ؛ فلا يُعدَلُ عنها إلى غيرها.
4 - وتوحيدَ المطلوبِ، وهو الحقُّ، فلا يُعدَل عنه إلى غيره.
فاقْتَبسْ هذه الأمور من مشكاةِ هذه الكلمات، فإنَّ هذا غاية العلم والفهم، وَبالله التوفيق.
والهُدَى التَّامُّ يتضمَّنُ: توحيدَ المطلُوبِ، وتوحيدَ (?) الطَّلَبِ، وتوحيدَ الطريقِ المُوصِلة.
والانقطاعُ وتخلُّفُ الوصولِ يقع من (?) الشركة في هذه الأمور، أو في بعضها:
فالشركة في المطلوب تنافي التوحيد والإخلاص، والشركة في الطلب تنافي الصِّدْقَ والعزيمة، والشركة في الطريق تنافي اتِّبَاعَ الأمر.
فالأوَّل: يوقع في الشِّرْكِ، والرِّيَاء.
والثاني: يوقع في المعصيةِ، والبَطَالَةِ.
والثالث: يوقع في البدعةِ، ومُفَارَقَةِ السُّنَّةِ، فتأمَّلْهُ.