والوحش من آياته والمشهود من آياته
وأيضاً فكلامه مشهود كما قال تعالى {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً} تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار فالمشهود من أعظم آياته وكذلك الشاهد فكل ما وقع عليه اسم شاهد ومشهود فهو داخل في هذا القسم فلا وجه لتخصيصه ببعض الأنواع أو الأعيان إلا على سبيل التمثيل
وأيضاً فكتاب الأبرار في عليين يشهده المقربون فالكتاب مشهود والمقربون شاهدون
والأحسن أن يكون هذا القسم مستغنياً عن الجواب لأن القصة التنبيه على المقسم به وأنه من آيات الرب العظيمة ويبعد أن يكون الجواب {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ} الذين فتنوا أولياءه وعذبوهم بالنار ذات الوقود ثم وصف حالهم القبيحة بأنهم قعود على جانب الأخدود شاهدين ما يجري على عباد الله تعالى وأوليائه عياناً ولا تأخذهم بهم رأفة ولا رحمة ولا يعيبون عليهم ديناً سوى إيمانهم بالله العزيز الحميد الذي له ملك السماوات والأرض وهذا الوصف يقتضي إكرامهم وتعظيمهم ومحبتهم فعاملوهم بضد ما يقتضي أن يعاملوا به وهذا شأن أعداء الله دائماً ينقمون على أوليائه ما ينبغي أن يحبوا ويكرموا لأجله كما قال تعالى {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ