رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما من مولود يولد إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخاً من نخسه إلا ابن مريم وأمه" وفي لفظ آخر "يمسه حين يولد فيستهل صارخاً من مس الشيطان إياه" وفي لفظ " آخر كل بني آدم يمسه الشيطان يوم ولادته إلا مريم وابنها" وفي لفظ للبخاري "كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبه بأصبعه حين يولد غير عيسى ابن مريم ذهب يطعن فطعن في الحجاب" والسبب الظاهر الذي لا نخبر الرسل بأمثاله لرخصه عند الناس ومعرفتهم له من غيرهم هو مفارقته المألوف والعادة التي كان فيها إلى أمر غريب فإنه ينتقل من جسم حار إلى هواء بارد ومكان لم يألفه فيستوحش من مفارقته وطنه ومألفه وعند أرباب الإشارات أن بكاءه إرهاص بين يدي ما يلاقيه من الشدائد والآلام والمخاوف وأنشد في ذلك:

ويبكي بها المولود حتى كأنه ... بكل الذي يلقاه فيها يهدد

وإلا فما يبكيه فيها وإنها ... لأوسع مما كان فيه وأرغد

ولهم نظير هذه الإشارة في قبض كفه عند خروجه إلى الدنيا وفي فتحها عند خروجه منها وهو الإشارة إلى أنه خرج إليها مركباً على الحرص والطمع وفارقها صفر اليدين منها وأنشد في ذلك:

وفي قبض كف المرء عند ولادة ... دليل على الحرص الذي هو مالكه

وفي فتحها عند الممات إشارة ... إلى فرقة المال الذي هو تاركه

ولهم نظير هذه الإشارة في بكاء الطفل وضحك من حوله: أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015