ابن عطية قال كان جبريل ينزل على رسول الله بالسنة كما ينزل عليه بالقرآن يعلمه إياه وذكر الأوزاعي أيضاً عن أبي عبيد صاحب سليمان أخبرني القاسم بن مخيمرة حدثني ابن فضيلة قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم سعر لنا قال "لا تسألني عن سنة أحدثها فيكم لم يمرني بها ولكن سلوا الله من فضله" وابن فضيلة هذا يسمى طلحة وقد صح عنه أنه قال "ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه" وهذا هو السنة بلا شك وقد قال تعالى {وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة} وهما القرآن والسنة وبالله التوفيق
ثم أخبر تعالى عن وصف من علمه الوحي والقرآن مما يعلم أنه مضاد لأوصاف الشيطان معلم الضلال والغواية فقال {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} وهذا نظير قوله {ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ} وذكرنا هناك السر في وصفه بالقوة
وقوله {ذو مرة} أي جميل المنظر حسن الصورة ذو جلالة ليس شيطاناً أقبح خلق الله وأشوههم صورة بل هو من أجمل الخلق وأقواهم وأعظمهم أمانة ومكانة عند الله وهذا تعديل لسند الوحي والنبوة وتزكية له كما تقدم نظيره في سورة التكوير فوصفه بالعلم والقوة وجمال المنظر وجلالته وهذه كانت أوصاف