البشر على مثل نظمه ومعناه قال الفراء وأجيبت {فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ} و {فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ} بجواب واحد وهو {تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} قال ومثله قوله تعالى {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} أجيبا بجواب واحد وهما شرطان قال الجرجاني قوله ترجعونها جواب قوله فلولا المتقدمة والمتأخرة على تأويل فلولا إذا بلغت النفس الحلقوم تردونها إلى موضعها إن كنتم غير محاسبين ولا مجزيين كما تزعمون يقول تعالى إن كان الأمر كما تزعمون أنه لا بعث ولا حساب ولا جزاء ولا إله ولا رب يقوم بذلك فهلا تردون نفس من يعز عليكم إذا بلغت الحلقوم فإذا لم يمكنكم في ذلك حيلة بوجه من الوجوه فهل دلكم ذلك على أن الأمر إلى مليك قادر قاهر متصرف فيكم وهو الله الذي لا إله إلا هو وقال أبو اسحق معناه فهلا ترجعون الروح إن كنتم غير مملوكين مدبرين فهلا إن كان الأمر كما تزعمون في كما يقول قائلكم {لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا} و {لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا} أي إن كنتم تقدرون أن تؤخروا أجلاً فهلا ترجعون الروح إذا بلغت الحلقوم وهلا تردون عن أنفسكم الموت