لك القلم الأعلى الذي بشباته ... يصاب من الأمر الكلى والمفاصل

له ريقة طل ولكن وقعها ... بآثاره في الغرب والشرق وابل

لعاب الأفاعي القاتلات لعابه ... وأرى الجنا اشتارته أيد عواسل

له الخلوات اللاء لولا نجيها ... لما احتفلت للملك تلك المحافل

فصيح إذا استنطقته وهو راكب ... وأعجم إن خاطبته وهو راجل

إذا ما امتطى الخمس اللطاف وأفرغت ... عليه شعاب الفكر وهي حوافل

أطاعته أطراف القنا وتقوضت ... لنجواه تقويض الخيام الجحافل

إذا استغزر الذهن الذكي وأقبلت ... أعاليه في القرطاس وهي أسافل

وقد رفدته الخنصران وسددت ... ثلاث نواحيه الثلاث الأنامل

رايت جليلاً شأنه وهو مرهف ... ضنا وسمينا خطبه وهو ناحل

فصل

والمقسم عليه بالقلم والكتابة في هذه السورة تنزيه نبيه ورسوله عما يقول فيه أعداؤه وهو قوله تعالى {مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ} وأنت إذا طابقت بين هذا القسم والمقسم به وجدته دالاً عليه أظهر دلالة وأبينها فإن ما سطر الكاتب بالقلم من أنواع العلوم التي يتلقاها البشر بعضهم عن بعض لا تصدر من مجنون ولا تصدر إلا من عقل وافر فكيف يصدر ما جاء به الرسول من هذا الكتاب الذي هو في أعلى درجات العلوم بل العلوم التي تضمنها ليس في قوى البشر الإتيان بها ولا سيما من أمي لا يقرأ كتاباً ولا يخط بيمينه مع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015