الله لهم حسنا لا قبح فيه فيعطيهم ويعافيهم وهو يستدرجهم حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة
ثم قال {فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدا} أي أنظرهم قليلاً ولا تستعجل لهم والرب تعالى هو الذي يمهلهم وإنما خرج الخطاب للرسول على جهة التهديد والوعيد لهم أو على معنى انتظر بهم قليلاً ورويداً في كلامهم يكون اسم فعل فينصب بها الاسم نحو رويداً زيدا أي خله وأمهله وارفق به الثاني أن يكون مصدراً مضافاً إلى المفعول نحو رويد زيد أي إمهال زيد نحو ضرب الرقاب الثالث أن يكون نعتاً منصوباً نحو قولك ساروا رويداً تقول العرب ضعه رويداً أي وضعاً رويدا وفي حديث عائشة في خروج النبي بالليل من عندها إلى البقيع فخرج رويداً وأجاف الباب رويدا ويجوز في هذا الوجه وجهان أحدهما أن يكون حالاً والثاني أن يكون نعتاً لمصدر محذوف فإن اظهرت المنعوت تعين الوجه الثاني ورويداً في هذه الآية هو من هذا النوع الثالث والله أعلم
ومن ذلك أقسامه بـ: {الشَّفَقِ وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ