قَالَ تَعَالَى: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (أَنِ اتَّخِذِي) : أَيِ اتَّخِذِي، أَوْ تَكُونُ مَصْدَرِيَّةً.

قَالَ تَعَالَى: (ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (ذُلُلًا) : هُوَ حَالٌ مِنَ السُّبُلِ، أَوْ مِنَ الضَّمِيرِ فِي «اسْلُكِي» وَالْوَاحِدُ ذَلُولٌ، ثُمَّ عَادَ مِنَ الْخِطَابِ إِلَى الْغَيْبَةِ، فَقَالَ: «يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا» .

(فِيهِ شِفَاءٌ) : يَعُودُ عَلَى الشَّرَابِ، وَقِيلَ: عَلَى الْقُرْآنِ.

قَالَ تَعَالَى: (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (70)) .

قَوْلُهُ

تَعَالَى

: (لَا

يَعْلَمَ

بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا) : «شَيْئًا» مَنْصُوبٌ بِالْمَصْدَرِ عَلَى قَوْلِ الْبَصْرِيِّينَ. وَبِيَعْلَمَ عَلَى قَوْلِ الْكُوفِيِّينَ.

قَالَ تَعَالَى: (وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (71)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ) : الْجُمْلَةُ مِنَ الْمُبْتَدَأِ وَالْخَبَرِ هُنَا وَاقِعَةٌ مَوْقِعَ الْفِعْلِ وَالْفَاعِلِ ; وَالتَّقْدِيرُ: فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ إِيمَانُهُمْ فَيَسْتَوُوا، وَهَذَا الْفِعْلُ مَنْصُوبٌ عَلَى جَوَابِ النَّفْيِ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَرْفُوعًا عَطْفًا عَلَى مَوْضِعِ بِرَادِّي ; أَيْ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا يَرُدُّونَ ; فَمَا يَسْتَوُونَ.

قَالَ تَعَالَى: (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ (73)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ) : الرِّزْقُ بِكَسْرِ الرَّاءِ: اسْمُ الْمَرْزُوقِ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015