وَالثَّانِي: أَنَّهُ أَرَادَ بِهِ مُصْرِخِيِّ وَهِيَ لُغَيَّةٌ، يَقُولُ أَرْبَابُهَا: فِي وَرَمَيْتِيهِ، فَتَتْبَعُ الْكَسْرَةَ الْيَاءُ إِشْبَاعًا، إِلَّا أَنَّهُ فِي الْآيَةِ حَذَفَ الْيَاءَ الْأَخِيرَةَ اكْتِفَاءً بِالْكَسْرَةِ قَبْلَهَا.
(بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ) : فِي «مَا» وَجْهَانِ ; أَحَدُهُمَا: هِيَ بِمَعْنَى الَّذِي ; فَتَقْدِيرُهُ عَلَى هَذَا: بِالَّذِي أَشْرَكْتُمُونِي بِهِ ; أَيْ بِالصَّنَمِ الَّذِي أَطَعْتُمُونِي كَمَا أَطَعْتُمُوهُ، فَحُذِفَ الْعَائِدُ. وَالثَّانِي: هِيَ مَصْدَرِيَّةٌ ; أَيْ بِإِشْرَاكِكُمْ إِيَّايَ مَعَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
وَ (مِنْ قَبْلُ) : يَتَعَلَّقُ بِأَشْرَكْتُمُونِي ; أَيْ كَفَرْتُ الْآنَ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِنْ قَبْلُ.
وَقِيلَ: هِيَ مُتَعَلِّقَةٌ بِكَفَرْتُ ; أَيْ كَفَرْتُ مِنْ قَبْلِ إِشْرَاكِكُمْ، فَلَا أَنْفَعُكُمْ شَيْئًا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَأُدْخِلَ) : يُقْرَأُ عَلَى لَفْظِ الْمَاضِي، وَهُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى بَرَزُوا، أَوْ عَلَى: فَقَالَ الضُّعَفَاءُ. وَيُقْرَأُ شَاذًّا بِضَمِّ اللَّامِ عَلَى أَنَّهُ مُضَارِعٌ، وَالْفَاعِلُ اللَّهُ.
(بِإِذْنِ رَبِّهِمْ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ تَمَامِ (أُدْخِلَ) ، وَيَكُونَ مِنْ تَمَامِ «خَالِدِينَ» .
(تَحِيَّتُهُمْ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمُصْدَرُ مُضَافًا إِلَى الْفَاعِلِ ; أَيْ يُحَيِّي بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ. وَأَنْ يَكُونَ مُضَافًا إِلَى الْمَفْعُولِ ; أَيْ يُحَيِّيهِمُ اللَّهُ أَوِ الْمَلَائِكَةُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: (كَلِمَةً) : بَدَلٌ مِنْ «مَثَلًا» . (كَشَجَرَةٍ) : نَعْتٌ لَهَا. وَيُقْرَأُ شَاذًّا: «كَلِمَةٌ» بِالرَّفْعِ، وَكَشَجَرَةٍ خَبَرُهُ.