وَإِلَى آخَرَ بِالْبَاءِ، وَالَّذِي مَعَ الْبَاءِ هُوَ الْمَتْرُوكُ، وَالَّذِي بِغَيْرِ بَاءٍ هُوَ الْمَوْجُودُ كَقَوْلِ أَبِي النَّجْمِ:
وَبَدَّلْتُ وَالدَّهْرُ ذُو تَبَدُّلٍ ... هَيْفًا دَبُورًا بِالصَّبَا وَالشَّمْأَلِ.
فَالَّذِي انْقَطَعَ عَنْهَا «الصَّبَا» ، وَالَّذِي صَارَ لَهَا الْهَيْفُ، فَكَذَلِكَ هَاهُنَا.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ «بَدَّلَ» مَحْمُولٌ عَلَى الْمَعْنَى تَقْدِيرُهُ: فَقَالَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي ; لِأَنَّ تَبْدِيلَ الْقَوْلِ كَانَ بِقَوْلٍ. (مِنَ السَّمَاءِ) : فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ مُتَعَلِّقٌ بِـ (أَنْزَلْنَا) . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ صِفَةً لِرِجْزٍ فَيَتَعَلَّقُ بِمَحْذُوفٍ، وَالرِّجْزُ بِكَسْرِ الرَّاءِ وَضَمِّهَا لُغَتَانِ. (بِمَا كَانُوا) : الْبَاءُ بِمَعْنَى السَّبَبِ ; أَيْ عَاقَبْنَاهُمْ بِسَبَبِ فِسْقِهِمْ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: (اسْتَسْقَى) : الْأَلِفُ مُنْقَلِبَةٌ عَنْ يَاءٍ ; لِأَنَّهُ مِنَ السَّقْيِ.
وَأَلِفُ الْعَصَا مِنْ وَاوٍ ; لِأَنَّ تَثْنِيَتَهَا عَصَوَانِ، وَتَقُولُ عَصَوْتُ بِالْعَصَا ; أَيْ ضَرَبْتُ بِهَا، وَالتَّقْدِيرُ: فَضَرَبَ.
(فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ) : مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُسَكِّنُ الشِّينَ وَمِنْهُمْ مَنْ يَكْسِرُهَا، وَقَدْ قُرِئَ بِهِمَا، وَمِنْهُمْ مَنْ يَفْتَحُهَا. (مُفْسِدِينَ) : حَالٌ مُؤَكِّدَةٌ ; لِأَنَّ قَوْلَهُ: لَا تَعْثَوْا: لَا تُفْسِدُوا.