قَالَ تَعَالَى: (أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (66)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَمَا يَتَّبِعُ) : فِيهِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا هِيَ نَافِيَةٌ، وَمَفْعُولُ «يَتَّبِعُ» مَحْذُوفٌ دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ: «إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ» .

وَ «شُرَكَاءَ» مَفْعُولُ «يَدْعُونَ» ; وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَفْعُولُ «يَتَّبِعُونَ» ;لِأَنَّ الْمَعْنَى يَصِيرُ إِلَى أَنَّهُمْ لَمْ يَتَّبِعُوا شُرَكَاءَ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ. وَالْوَجْهُ الثَّانِي: أَنْ تَكُونَ (مَا) اسْتِفْهَامًا فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِـ «يَتَّبِعُ» .

قَالَ تَعَالَى: (قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (68)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ) : إِنْ هَاهُنَا بِمَعْنَى «مَا» لَا غَيْرَ.

(بِهَذَا) : يَتَعَلَّقُ بِسُلْطَانٍ أَوْ نَعْتٌ لَهُ.

قَالَ تَعَالَى: (مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (70)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا) : خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ، تَقْدِيرُهُ: افْتِرَاؤُهُمْ، أَوْ حَيَاتُهُمْ، أَوْ تَقَلُّبُهُمْ، وَنَحْوَ ذَلِكَ.

قَالَ تَعَالَى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ (71)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ) : «إِذْ» ظَرْفٌ، وَالْعَامِلُ فِيهِ «نَبَأُ» وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا.

(فَعَلَى اللَّهِ) : الْفَاءُ جَوَابُ الشَّرْطِ. وَالْفَاءُ فِي «فَأَجْمِعُوا» عَاطِفَةٌ عَلَى الْجَوَابِ. «وَأَجْمِعُوا» بِقَطْعِ الْهَمْزَةِ مِنْ قَوْلِكَ: أَجْمَعْتُ عَلَى الْأَمْرِ إِذَا عَزَمْتَ عَلَيْهِ، إِلَّا أَنَّهُ حَذَفَ حَرْفَ الْجَرِّ فَوَصَلَ الْفِعْلُ بِنَفْسِهِ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015