قَالَ تَعَالَى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (72) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (مِنْ وَلَايَتِهِمْ) : يُقْرَأُ بِفَتْحِ الْوَاوِ وَكَسِرَهَا، وَهُمَا لُغَتَانِ، وَقِيلَ: هِيَ بِالْكَسْرِ: الْإِمَارَةُ، وَبِالْفَتْحِ مِنْ مُوَالَاةِ النُّصْرَةِ.
قَالَ تَعَالَى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ) (73) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِلَّا تَفْعَلُوهُ) : الْهَاءُ تَعُودُ عَلَى النَّصْرِ. وَقِيلَ: عَلَى الْوَلَاءِ وَالتَّآمُرِ.
قَالَ تَعَالَى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (75) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (فِي كِتَابِ اللَّهِ) : فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِـ (أَوْلَى) ؛ أَيْ: يَثْبُتُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ.