وَيُقْرَأُ بِضَمِّ الْجِيمِ، وَفَتْحِ الْمِيمِ، وَتَشْدِيدِهَا، وَهُوَ الْحَبْلُ الْغَلِيظُ، وَهُوَ جَمْعٌ مِثْلُ صَوْمٍ وَقَوْمٍ، وَيُقْرَأُ بِضَمِّ الْجِيمِ وَالْمِيمِ مَعَ التَّخْفِيفِ، وَهُوَ جَمْعٌ مِثْلُ أَسَدٍ وَأُسُدٍ، وَيُقْرَأُ كَذَلِكَ إِلَّا أَنَّ الْمِيمَ سَاكِنَةٌ، وَذَلِكَ عَلَى تَخْفِيفِ الْمَضْمُومِ. (سَمِّ الْخِيَاطِ) : بِفَتْحِ السِّينِ وَضَمِّهَا لُغَتَانِ. (وَكَذَلِكَ) : فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِـ «نَجْزِي» عَلَى أَنَّهُ وَصْفٌ لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: (غَوَاشٍ) : هُوَ جَمْعُ غَاشِيَةٍ، وَفِي التَّنْوِينِ هُنَا ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ: أَحَدُهَا: أَنَّهُ تَنْوِينُ الصَّرْفِ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ حَذَفُوا الْيَاءَ مِنْ «غَوَاشِي» ، فَنَقَصَ بِنَاؤُهَا عَنْ بِنَاءِ مَسَاجِدَ، وَصَارَتْ مِثْلَ سَلَامٍ، فَلِذَلِكَ صُرِفَتْ. وَالثَّانِي: أَنَّهُ عِوَضٌ مِنَ الْيَاءِ الْمَحْذُوفَةِ.
وَالثَّالِثُ: أَنَّهُ عِوَضٌ مِنْ حَرَكَةِ الْيَاءِ الْمُسْتَحَقَّةِ، وَلَمَّا حُذِفَتِ الْحَرَكَةُ، وَعُوِّضَ عَنْهَا بِالتَّنْوِينِ، حُذِفَتِ الْيَاءُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ.
وَفِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ كَلَامٌ طَوِيلٌ يَضِيقُ هَذَا الْكِتَابُ عَنْهُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا) : مُبْتَدَأٌ، وَفِي الْخَبَرِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: «لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا» وَالتَّقْدِيرُ: مِنْهُمْ، فَحُذِفَ الْعَائِدُ كَمَا حُذِفَ فِي قَوْلِهِ: (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [الشُّورَى: 43] .
وَالثَّانِي: أَنَّ الْخَبَرَ «أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ» ، وَ «لَا نُكَلِّفُ» مُعْتَرِضٌ بَيْنَهُمَا.