وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ لِابْتِدَاءِ الْغَايَةِ، فَيَتَعَلَّقُ بِخَلَقْتَنِي، وَلَا زَائِدَةٌ؛ أَيْ: وَمَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ.

قَالَ تَعَالَى: (قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ) (13) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (فِيهَا) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ظَرْفًا.

قَالَ تَعَالَى: (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) (16) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (فَبِمَا) : الْبَاءُ تَتَعَلَّقُ بِـ (لَأَقْعُدَنَّ) وَقِيلَ: الْبَاءُ بِمَعْنَى اللَّامِ. (صِرَاطَكَ) : ظَرْفٌ. وَقِيلَ التَّقْدِيرُ: عَلَى صِرَاطِكَ.

قَالَ تَعَالَى: (ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) (17) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ) : هُوَ جَمْعُ شَمَالٍ، وَلَوْ جُمِعَ أَشِمْلَةً وَشَمْلَاءَ جَازَ.

قَالَ تَعَالَى: (قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ) (18) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (مَذْءُومًا) : يُقْرَأُ بِالْهَمْزِ، وَهُوَ مِنْ ذَأَمْتُهُ إِذَا عِبْتُهُ، وَيُقْرَأُ: «مَذُومًا» بِالْوَاوِ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ، وَفِيهِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ أَلْقَى حَرَكَةَ الْهَمْزَةِ عَلَى الذَّالِ وَحَذَفَهَا. وَالثَّانِي: أَنْ يَكُونَ أَصْلُهُ مَذِيمًا؛ لِأَنَّ الْفِعْلَ مِنْهُ ذَامَهُ يَذِيمُهُ ذَيْمًا، فَأُبْدِلَتِ الْيَاءُ وَاوًا، كَمَا قَالُوا فِي مَكِيلٍ: مَكُولٌ، وَفِي مَشِيبٍ: مَشُوبٌ، وَهُوَ وَمَا بَعْدَهُ حَالَانِ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ «مَدْحُورًا» حَالًا مِنَ الضَّمِيرِ فِي «مَذْءُومًا» .: (لَمَنْ) : فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ بِالِابْتِدَاءِ، وَسَدَّ الْقَسَمُ الْمُقَدَّرُ وَجَوَابُهُ مَسَدَّ الْخَبَرِ، وَهُوَ قَوْلُهُ: (لَأَمْلَأَنَّ) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015