وَلَا مُتَّخِذِي) : مَعْطُوفٌ عَلَى «غَيْرَ» ، فَيَكُونُ مَنْصُوبًا، وَيَجُوزُ أَنْ يُعْطَفَ عَلَى مُسَافِحِينَ، وَتَكُونُ لَا لِتَأْكِيدِ النَّفْيِ. (وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ) : أَيْ: بِالْمُؤْمَنِ بِهِ، فَهُوَ مَصْدَرٌ فِي مَوْضِعِ الْمَفْعُولِ، كَالْخَلْقِ بِمَعْنَى الْمَخْلُوقِ. وَقِيلَ التَّقْدِيرُ: بِمُوجِبِ الْإِيمَانِ، وَهُوَ اللَّهُ. (وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) : إِعْرَابُهُ مِثْلُ إِعْرَابِ: (وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) [الْبَقَرَةِ: 130] وَقَدْ ذُكِرَ فِي الْبَقَرَةِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِلَى الْمَرَافِقِ) : قِيلَ: «إِلَى» بِمَعْنَى «مَعَ» كَقَوْلِهِ: وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ، وَلَيْسَ هَذَا الْمُخْتَارَ، وَالصَّحِيحُ أَنَّهَا عَلَى بَابِهَا، وَأَنَّهَا لِانْتِهَاءِ الْغَايَةِ، وَإِنَّمَا وَجَبَ غَسْلُ الْمَرَافِقِ بِالسُّنَّةِ، وَلَيْسَ بَيْنَهُمَا تَنَاقُضٌ؛ لِأَنَّ «إِلَى» تَدُلُّ عَلَى انْتِهَاءِ الْفِعْلِ، وَلَا يَتَعَرَّضُ بِنَفْيِ الْمَحْدُودِ إِلَيْهِ، وَلَا بِإِثْبَاتِهِ، أَلَا تَرَى أَنَّكَ إِذَا قُلْتَ: سِرْتُ إِلَى الْكُوفَةِ، فَغَيْرُ مُمْتَنِعٍ أَنْ تَكُونَ بَلَغْتَ أَوَّلَ حُدُودِهَا، وَلَمْ تَدْخُلْهَا، وَأَنْ تَكُونَ دَخَلْتَهَا، فَلَوْ قَامَ الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّكَ دَخَلْتَهَا، لَمْ يَكُنْ مُنَاقِضًا لِقَوْلِكَ: سِرْتُ إِلَى الْكُوفَةِ، فَعَلَى هَذَا تَكُونُ «إِلَى» مُتَعَلِّقَةً بِـ «اغْسِلُوا» .
وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ، وَتَتَعَلَّقُ بِمَحْذُوفٍ، وَالتَّقْدِيرُ: وَأَيْدِيكُمْ مُضَافَةً إِلَى الْمَرَافِقِ.