ثَوَابًا) : مَصْدَرٌ، وَفِعْلُهُ دَلَّ عَلَيْهِ الْكَلَامُ الْمُتَقَدِّمُ؛ لِأَنَّ تَكْفِيرَ السَّيِّئَاتِ إِثَابَةٌ فَكَأَنَّهُ قَالَ لَأُثِيبَنَّكُمْ ثَوَابًا، وَقِيلَ: هُوَ حَالٌ وَقِيلَ: تَمْيِيزٌ وَكِلَا الْقَوْلَيْنِ كُوفِيٌّ.
وَالثَّوَابُ بِمَعْنَى الْإِثَابَةِ، وَقَدْ يَقَعُ بِمَعْنَى الشَّيْءِ الْمُثَابِ بِهِ، كَقَوْلِكَ هَذَا الدِّرْهَمُ ثَوَابُكَ، فَعَلَى هَذَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الْجَنَّاتِ؛ أَيْ: مُثَابًا بِهَا، أَوْ حَالًا مِنْ ضَمِيرِ الْمَفْعُولِ فِي لَأُدْخِلَنَّهُمْ؛ أَيْ: مُثَابِينَ.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَفْعُولًا بِهِ؛ لِأَنَّ مَعْنَى أُدْخِلَنَّهُمْ أُعْطِينَّهُمْ فَيَكُونُ عَلَى هَذَا بَدَلًا مِنْ جَنَّاتٍ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُسْتَأْنَفًا؛ أَيْ: يُعْطِيهِمْ ثَوَابًا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: (مَتَاعٌ قَلِيلٌ) : أَيْ تَقَلُّبُهُمْ مَتَاعٌ، فَالْمُبْتَدَأُ مَحْذُوفٌ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: (لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا) : الْجُمْهُورُ عَلَى تَخْفِيفِ النُّونِ. وَقُرِئَ بِتَشْدِيدِهَا وَالْإِعْرَابُ ظَاهِرٌ. (خَالِدِينَ فِيهَا) : حَالٌ مِنَ الضَّمِيرِ فِي لَهُمْ، وَالْعَامِلُ مَعْنَى الِاسْتِقْرَارِ، وَارْتِفَاعُ «جَنَّاتٌ» بِالِابْتِدَاءِ وَبِالْجَارِّ. (نُزُلًا) : مَصْدَرٌ، وَانْتِصَابُهُ بِالْمَعْنَى؛ لِأَنَّ مَعْنَى لَهُمْ جَنَّاتٌ؛ أَيْ: نُزُلُهُمْ وَعِنْدَ الْكُوفِيِّينَ هُوَ حَالٌ أَوْ تَمْيِيزٌ.