قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِذِ الْأَغْلَالُ) «إِذْ» ظَرْفُ زَمَانٍ مَاضٍ، وَالْمُرَادُ بِهَا الِاسْتِقْبَالُ هُنَا؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: (فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) . وَقَدْ ذَكَرْتُ ذَلِكَ فِي قَوْلِهِ: (وَلَوْ تَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ) [الْبَقَرَةِ: 165] .
وَ (السَّلَاسِلُ) - بِالرَّفْعِ: يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْطُوفًا عَلَى الْأَغْلَالِ، وَالْخَبَرُ: «فِي أَعْنَاقِهِمْ» وَأَنْ يَكُونَ مُبْتَدَأً وَالْخَبَرُ مَحْذُوفٌ؛ أَيِ السَّلَاسِلُ فِي أَعْنَاقِهِمْ، وَحُذِفَ لِدَلَالَةِ الْأَوَّلِ عَلَيْهِ. وَ «يُسْحَبُونَ» عَلَى هَذَا: حَالٌ مِنَ الضَّمِيرِ فِي الْجَارِّ، أَوْ مُسْتَأْنَفًا. وَأَنْ يَكُونَ الْخَبَرُ «يُسْحَبُونَ» وَالْعَائِدُ مَحْذُوفٌ؛ أَيْ يُسْحَبُونَ بِهَا.
وَقُرِئَ بِالنَّصْبِ؛ وَيَسْحَبُونَ بِفَتْحِ الْيَاءِ، وَالْمَفْعُولُ هُنَا مُقَدَّمٌ عَلَى الْفِعْلِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: (مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا) : يَجُوزُ أَنْ يكون مِنْهُم رَافعا لمن لِأَنَّهُ قد وصف بِهِ رسلًا وَأَن يَكُونَ مُبْتَدَأً وَخَبَرًا، وَالْجُمْلَةُ نَعْتٌ لِرُسُلٍ، وَأَنْ يَكُونَ مُسْتَأْنَفًا.
(فَأَيَّ) مَنْصُوبٌ بِـ «تُنْكِرُونَ» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ) : «مِنْ» هُنَا بِمَعْنَى الْبَدَلِ؛ أَيْ بَدَلًا مِنَ الْعِلْمِ؛ وَتَكُونُ حَالًا مِنْ «مَا» أَوْ مِنَ الضَّمِيرِ فِي الظَّرْفِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: (سُنَّةَ اللَّهِ) : هُوَ نَصْبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ؛ أَيْ سَنَنَّا بِهِمْ سُنَّةَ اللَّهِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.