قَالَ تَعَالَى: (مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (28)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ) : فِي مَوْضِعِ رَفْعِ خَبَرِ «خَلْقُكُمْ» .
قَالَ تَعَالَى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَةِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (31)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (بِنِعْمَةِ اللَّهِ) : حَالٌ مِنْ ضَمِيرِ الْفُلْكِ.
وَيَجُوزُ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِتَجْرِي؛ أَيْ بِسَبَبِ نِعْمَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
قَالَ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (33)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ) : «مَوْلُودٌ» : يَجُوزُ أَنْ يُعْطَفَ عَلَى وَالِدٍ، فَيَكُونُ مَا بَعْدَهُ صِفَةً لَهُ.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُبْتَدَأً وَإِنْ كَانَ نَكِرَةً؛ لِأَنَّهُ فِي سِيَاقِ النَّفْيِ، وَالْجُمْلَةُ بَعْدَهُ الْخَبَرُ.
قَالَ تَعَالَى: (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ) : هَذَا يَدُلُّ عَلَى قُوَّةِ شَبَهِ الظَّرْفِ بِالْفِعْلِ؛ لِأَنَّهُ عَطَفَهُ عَلَى قَوْلِهِ: «عِنْدَهُ» كَذَا يَقُولُ ابْنُ جِنِّيٍّ وَغَيْرُهُ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.