قَالَ تَعَالَى: (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا) : هُوَ اسْتِثْنَاءٌ مِنَ الْجِنْسِ، وَفِي الْمَعْنَى وَجْهَانِ:

أَحَدُهُمَا: إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا فَلَا تُجَادِلُوهُمْ بِالْحُسْنَى؛ بَلْ بِالْغِلْظَةِ؛ لِأَنَّهُمْ يُغْلِظُونَ لَكُمْ؛ فَيَكُونُ مُسْتَثْنًى مِنَ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، لَا مِنَ الْجِدَالِ. وَالثَّانِي: لَا تُجَادِلُوهُمْ أَلْبَتَّةَ؛ بَلْ حَكِّمُوا فِيهِمُ السَّيْفَ لِفَرْطِ عِنَادِهِمْ.

قَالَ تَعَالَى: (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51))

قَوْلُهُ تَعَالَى: (أَنَّا أَنْزَلْنَا) : هُوَ فَاعِلُ يَكْفِهِمْ.

قَالَ تَعَالَى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (58) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (59)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا) : فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ بِالِابْتِدَاءِ، وَ «لَنُبَوِّئَنَّهُمْ» الْخَبَرُ.

وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِفِعْلٍ دَلَّ عَلَيْهِ الْفِعْلُ الْمَذْكُورُ.

وَ (غُرَفًا) : مَفْعُولٌ ثَانٍ، وَقَدْ ذُكِرَ نَظِيرُهُ فِي يُونُسَ وَالْحَجِّ.

وَ (الَّذِينَ صَبَرُوا) : خَبَرُ ابْتِدَاءٍ مَحْذُوفٌ.

قَالَ تَعَالَى: (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (60)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ بِالِابْتِدَاءِ، وَ «مِنْ دَابَّةٍ» : تَبْيِينٌ.

وَ (لَا تَحْمِلُ) : نَعْتٌ لِدَابَّةٍ.

وَ (اللَّهُ يَرْزُقُهَا) : جُمْلَةُ خَبَرِ كَأَيِّنْ، وَأُنِّثَ الضَّمِيرُ عَلَى الْمَعْنَى.

وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِفِعْلٍ دَلَّ عَلَيْهِ يَرْزُقُهَا، وَيُقَدَّرُ بَعْدَ كَأَيِّنْ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015