يستشهد بالنساء (?) إلا عند عدم الرجال؛ لأن التوثق بهم أحوط والجرحة منهم أبعد، ولأن النساء يحتاج متى أريد منهن تبليغ الشهادة مَن يشهد على وجوههن ويعرفهن، والرجال أقرب وأسرع (?) إلى أداء الشهادة والقراءة.
{فَتُذَكِّرَ} مخففة ساكنة (?) الذال ومشددة (?) بمعنى واحد، يقال: أَذْكَرَني وذَكَّرَني. وفي الصحيحين قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لَقَدْ أَذْكرَني كَذَا وَكَذَا آيَةً كُنْتُ أُنْسِيتُهَا" (?) ولا وجه للقول أن المعنى أن تُصَيِّر إحداهما الأخرى ذَكَرًا؛ لأن في ذلك إبطال فائدة قوله سبحانه: {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا} وهو أن تنسى.
وقد احتج بهذا أنه لا يقتصر على معرفة الخط دون أمر (?) يذكر الشهادة؛ لأنه إنما يستشهد منهن من تكتب، ولو كانتا ممن لا يحسن الكتابة لم يفد هذا (?) فائدة (?)؛ لأن الصحيفة تبقى بشاهد واحد.
واختلف في معنى قوله سبحانه: {وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا} [البقرة: 282]. فقيل: ذلك حين تكتب الشهادة. وقيل: إذا دعوا لأدائها عند