قَالَ: " مَنْ صَامَ الْعَشْرَ فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ صَوْمُ شَهْرٍ , وَلَهُ بِصَوْمِ يَوْمِ التَّرْوِيَةِ سَنَةٌ ".
قَالَ الزَّاهِدِيُّ: وَإِنَّمَا سُمِّيَ بِيَوْمِ التَّرْوِيَةِ لأَنَّ عَرَفَاتٍ لَمْ يَكُنْ بِهَا مَاءٌ فَكَانُوا يَتَرَوَّوْنَ مِنَ الْمَاءِ إِلَيْهَا.
وَالسَّابِعَةُ: أَنَّ فِيهِ يَوْمَ عَرَفَةَ وَصَوْمُهُ بِسَنَتَيْنِ.
وَالثَّامِنَةُ: أَنَّ فِيهِ لَيْلَةَ جَمْعٍ وَهِيَ لَيْلَةُ الْمُزْدَلِفَةِ، وَقَدْ سَبَقَ بَيَانُ فَضْلِهَا.
وَالتَّاسِعَةُ: أَنَّ فِيهِ الْحَجَّ الَّذِي هُوَ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الإِسْلامِ.
وَالْعَاشِرَةُ: وُقُوعُ الأُضْحِيَةِ الَّتِي هِيَ عَلَمٌ لِلْمِلَّةِ الإِبْرَاهِيمِيَّةِ وَالشَّرِيعَةِ الْمُحَمَّدِيَّةِ. وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ كُرِهَ لَهُ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهِ عَشْرُ ذِي الْحِجَّةِ أَنْ يَأْخُذَ بَشَرَتَهُ وَأَنْ يُقَلِّمَ أَظْفَارَهُ أَوْ يَحْلِقَ شَعَرَهُ، وَلْيَتَشَبَّهْ بِالْمُحْرِمِينَ. وَمِنْ أَصْحَابِنَا مَنْ قَالَ يَحْرُمُ ذَلِكَ كُلُّهُ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بِسَنَدِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَ لَهُ ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فَإِذَا أَهَلَّ هِلالُ ذِي الْحِجَّةِ فَلا يَأْخُذْ مِنْ شَعَرِهِ وَلا مِنْ أَظْفَارِهِ شَيْئًا حَتَّى يُضَحِّيَ ".
(مَا لِنَفْسِي عَنْ مَعَادِي غَفَلَتْ ... أَتُرَاهَا نَسِيَتْ مَا فَعَلَتْ)
(أَيُّهَا الْمَغْرُورُ فِي لَهْوِ الْهَوَى ... كُلُّ نَفْسٍ سَتَرَى مَا عَمِلَتْ)
(أُفٍّ لِلدُّنْيَا فَكَمْ تَخْدَعُنَا ... كَمْ عَزِيزٍ فِي هَوَاهَا خَذَلَتْ)
(رُبَّ رِيحٍ بِأُنَاسٍ عَصَفَتْ ... ثُمَّ مَا أَنْ لَبِثَتْ أَنْ سَكَنَتْ)
(وَكَذَاكَ الدَّهْرُ فِي تَصْرِيفِهِ ... قَدَمٌ زَلَّتْ وَأُخْرَى ثَبَتَتْ)
(وَيَدُ الأَيَّامِ مِنْ عَادَاتِهَا ... أَنَّهَا مُفْسِدَةٌ مَا أَصْلَحَتْ)
(أَيْنَ مَنْ أَصْبَحَ فِي غَفْلَتِهِ ... فِي سُرِورٍ وَمُرَادَاتٍ خَلَتْ)
(أَصْبَحَتْ آمَالُهُ قَدْ خَسِرَتْ ... وَدِيَارُ لَهْوِهِ قَدْ خَرِبَتْ)
(فَغَدَتْ أَمْوَالُهُ قَدْ فُرِّقَتْ ... وَكَأَنَّ دَارَهُ مَا سُكِنَتْ)
(جُزْ عَلَى الدَّارِ بِقَلْبٍ حَاضِرٍ ... ثُمَّ قُلْ يَا دَارُ مَاذَا فَعَلَتْ)