وَنَظَرَ فِي الْمَآلِ وَعَاقِبَةِ الْمَصِيرِ , وَمَغَبَّةِ الْمَرْجِعِ , وَكَفَى بِالْجَنَّةِ نَوَالا وَبِالنَّارِ نَكَالا.
فَرَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا اقْتَرَفَ فَاعْتَرَفَ , وَوَجِلَ فَعَمِلَ , وَحَاذَرَ فَبَادَرَ , وَعُمِّرَ فَاعْتُبِرَ , وَأَجَابَ فَأَنَابَ , وَرَاجَعَ فَتَابَ , وَتَزَوَّدَ لِرَحِيلِهِ وَتَأَهَّبَ لِسَبِيلِهِ.
فَهَلْ يَنْتَظِرُ أَهْلُ غَضَاضَةِ الشَّبَابِ إِلا الْهَرَمَ , وَأَهْلُ بِضَاعَةِ الصِّحَّةِ إِلا السَّقَمَ , وَأَهْلُ طُولِ الْبَقَاءِ إِلا مُفَاجَأَةَ الْفَنَاءِ وَاقْتِرَابَ الْفَوْتِ وَنُزُولَ الْمَوْتِ , وَأَزَفَ الانْتِقَالِ وَإِشْفَاءَ الزَّوَالِ , وَحَفْزَ الأَنِينِ , وَعَرَقَ الْجَبِينِ وَامْتِدَادَ الْعِرْنِينِ , وَعِظَمَ الْقَلَقِ وَقَبْضَ الرَّمَقِ.
جَعَلَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ مِمَّنْ أَفَاقَ لِنَفْسِهِ وَفَاقَ بِالتَّحَفُّظِ أَبْنَاءُ جِنْسِهِ , وَأَعَدَّ عُدَّةً تَصْلُحُ لِرَمْسِهِ , وَاسْتَدْرَكَ فِي يَوْمِهِ مَا مَضَى مِنْ أَمْسِهِ , قَبْلَ ظُهُورِ الْعَجَائِبِ وَمَشِيبِ الذَّوَائِبِ , وَقُدُومِ الْغَائِبِ وَزَمِّ الرَّكَائِبِ , إِنَّهُ سميع الدعاء.